المقدمة:

كلما استيقظت من النوم، وجدت نفسك تشهد عرضًا مبهرًا لأول أشعة الشمس تتسلل من خلف الأفق، وكأنها لوحة فنية تستهلك ألوان الفجر. تتنقل الشمس على مدار اليوم، حيث تصل إلى قمتها في الظهيرة، وترسل أشعتها بزاوية عمودية، تمامًا كما تتحرك من جهة إلى أخرى تختفي في غروبها الساحر، كما لو كانت تلعب دورًا في هذا العرض السماوي. وعلى الرغم من أن الانطباع يوحي بأن الشمس هي التي تتحرك حول الأرض، إلا أن الحقيقة الكونية تكشف لنا أنها تجري دورة الحياة في نصف الكوكب، حيث تدور الأرض حولها. فتلك الأشعة الدافئة والضوء الساطع يُشكلان نتيجةً لتحرك الأرض حول محورها وليس العكس. إنها رحلة يومية للكواكب في سماءنا، تعكس روعة النظام الكوني الذي نحن جزءٌ منه.

عناصر المقالة:

1.       الأرض تتحرك:

2.       دوران الأرضي حول محور:

3.       دوران الأرض حول الشمس:

4.       الفصول:

5.       الختام:

الأرض تتحرك:

بعدما تستيقظ من النوم تلاحظ الشمس في الأفق وقت الشروق، وعند الظهيرة تتوسط السماء، وترسل أشعتها بشكل عمودي تقريبًا. وعند الغروب تغيب وراء الأفق، مما يشعرك أن الشمس تتحرك. والحقيقة أن الأرض هي التي تدور حول الشمس.

دوران الأرض حول محور:

تدور الأرض حول خط وهمي يمر بمركزها يُسمى المحور. يوضح الشكل ١ دوران الأرض حول محورها. تدور الأرض حول محورها مرة كل ٢٤ ساعة؛ لذا تظهر لنا الشمس يوميًّا صباحًا بسبب هذه الدورة، وفي أثناء النهار تبدو الشمس وكأنها تتحرك عبر السماء (لتغرب في المساء)؛ وذلك لأن مكانك على الأرض يدور بعيدًا عن الشمس. تُسمى حركة الشمس التي تراها في السماء حركة ظاهرية. وكذلك تتحرك النجوم والكواكب والقمر أيضًا حركة ظاهرية في السماء. كيف يمكن أن تعرف أن حركة جسم ما هي حركة ظاهرية ناتجة عن دوران الأرض؟

لماذا تظهر لنا الشمس وكأنها تتحرك في السماء؟

دوران الأرض حول الشمس:

تدور الأرض حول نفسها، وفي الوقت نفسه تتحرك حول الشمس في مسار إهليجي، منتظم يُسمى المدار. والسنة الأرضية هي الزمن الذي تستغرقه الأرض في دورانها حول الشمس، انظر الشكل 2.

الفصول:

فمحور الأرض ليس عموديًّا، بل مائل؛ لذا تنشأ الفصول الأربعة. ويوضح الشكل 2 كيف ينشأ فصل الصيف في جزء ما من الأرض، عندما يكون هذا الجزء مائلا نحو الشمس، فتسقط أشعة الشمس على الأرض بزاوية شبه عمودية على سطحها. ولعلك لاحظت أن ظلك يكون أقصر وقت الظهيرة في الصيف مقارنة بالشتاء، كما أن حرارة الشمس تكون أشد في الصيف مما في الشتاء، وذلك راجع إلى درجة ميل الأشعة وعدد ساعات النهار الطويلة في الصيف مقارنة بالشتاء. ويعد هذان العاملان السبب في أن الصيف أكثر حرارة من الشتاء، بعد مرور ستة أشهر يصبح الجزء نفسه من الأرض مائلًا بعيدًا عن الشمس، فتسقط أشعة الشمس على سطحه بزاوية أقل كثيرًا من الزاوية القائمة، ويصبح النهار قصيرًا والليل طويلًا، فتنخفض درجات الحرارة، ويسود الشتاء. يبدأ فصلا الربيع والخريف عندما لا يكون محور الأرض مائلًا نحو الشمس، ولا بعيًدا عنها.

الختام:

1.      مع كل لفة تقوم بها الأرض حول نفسها وحول الشمس، نحن نشهد محطة جديدة في هذه الرحلة الفلكية المدهشة.

2.      تظهر لنا الشمس وكأنها ترسل رسائل من زوايا مختلفة على مر اليوم، وفصول السنة تعزف لحنها المتجدد مع ميل محور الأرض. ففي الصيف، تغمرنا أشعة الشمس الحارقة بزاوية شبه عمودية، بينما يأتي الشتاء بظلاله الطويلة وبرودته الندية.

3.      مع كل شروق وغروب نستكشف عن تعقيدات وجماليات الكون، وتذكرنا دائمًا بأننا جزء صغير من هذا العظيم المُتناسق.

قم بتنفيذ التجربة بنفسك من خلال منصة ڤلابي لمعامل العلوم الافتراضية